بحضور وزير الفلاحة.. إعطاء انطلاقة المشروع الهيدروفلاحي لحماية الفلاحة المسقية بسهل سايس

ويُعد هذا المشروع البنيوي، الذي أعطى انطلاقته جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، محطة استراتيجية تهدف إلى تأمين تزويد سهل سايس بالمياه السطحية انطلاقاً من سد مداز، الواقع على بعد أكثر من 90 كيلومتراً، من خلال تعويض تدريجي لاستخدام المياه الجوفية، على مساحة تقدر بـ30 ألف هكتار، وبمعدل تعبئة سنوي يصل إلى 125 مليون متر مكعب.

يمتد نطاق هذا المشروع ليشمل 22 جماعة ترابية تغطي عمالات فاس ومكناس وأقاليم الحاجب وصفرو ومولاي يعقوب، حيث يُنتظر أن يستفيد منه بشكل مباشر حوالي 4500 استغلالية فلاحية، في سياق يتسم بتزايد التحديات المرتبطة بنُدرة المياه والتغيرات المناخية.

ويندرج هذا المشروع في إطار السياسات الفلاحية الوطنية، لاسيما مخطط "المغرب الأخضر" واستراتيجية "الجيل الأخضر"، ويهدف إلى تعزيز قدرة الفلاحين على الصمود أمام الإجهاد المائي، وتنمية فلاحة مستدامة وأكثر نجاعة، مع تحسين الإنتاجية وتنويع المزروعات المعتمدة على تقنيات الري العصري، خاصة بالتنقيط.

خلال هذا الحدث، قام الوفد الرسمي بزيارة ميدانية شملت منشآت المشروع، من ضمنها برج الموازنة بإقليم الحاجب بعلو 80 متراً، والذي يضمن انتظام ضغط المياه القادمة من السد، بالإضافة إلى منشآت تنظيمية أخرى من صنف OB3 وOB2، وأُعطيت انطلاقة عملية تزويد مجموعة من الضيعات الفلاحية، المزروعة بأشجار الزيتون ومحاصيل متنوعة، بمياه الري عبر مآخذ فردية مرتبطة مباشرة بشبكة التوزيع.

كما تم تسليط الضوء على الأثر الإيجابي المرتقب لهذا المشروع على النسيج الاقتصادي المحلي، من خلال دعم المقاولات الفلاحية الصغيرة والمتوسطة والتعاونيات، وخلق فرص جديدة في مجال الخدمات الفلاحية.

وقد حظي هذا المشروع بدعم مالي من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (BERD)، إلى جانب منحة مالية قدرها 50 مليون يورو من الصندوق الأخضر للمناخ والاتحاد الأوروبي، كما حاز على جائزة "أفضل مشروع في فئة التكيف مع التغير المناخي" من طرف البنك الأوروبي، تقديراً لأهدافه البيئية والاجتماعية.